ظلّ أريج

 




تعريف#✓


عندما عاد الماضي ليطرق باب أريج، لم يجلب معه الذكريات… بل مخلوقًا خرج من قلب النار.
مخلوق يعرف اسمها، ويحفظ أسرار دمها، ويحارب من أجلها بينما يطاردها عالم لا يرحم.
في غابة الظلال، حيث تختفي القلوب وتولد اللعنات، تكتشف أريج أن الحقيقة أخطر من الكوابيس… وأن الحب أحيانًا له أنياب.

البداية✓

في الساعة الثالثة فجرًا، استيقظت أريج على صوت نبضات عالية…
ليست نبضاتها.
كان هناك قلب آخر ينبض بجانبها، رغم أنها وحدها في الغرفة.

جلست بسرعة، تحاول التقاط أنفاسها.
منذ أسابيع تعيش أشياء غريبة:
ظلال تتحرك بلا أجساد…
أصوات تنادي اسمها من حيث لا تدري…
ووجه مخلوقٍ لا تعرفه يزورها في المنام كل ليلة.

أريج ليست فتاة عادية…
هي قوية، عنيدة، من النوع الذي لا يُظهر خوفه.
لكن ما يحدث… كان يهز روحها.




حنين الماضي… ورفض الحقيقة

تعمل أريج مُصوِّرة في صحيفة محلية.
وفي صباح ذلك اليوم، أُرسلت لتغطية خبر عن اختفاء غامض لفتاة قرب غابة “الظلال”.
الغابة نفسها التي ماتت فيها عائلة أريج قبل 15 عامًا… بحريق لم تنسَ رائحته.

رغم الألم… وافقت.


عندما يراقبك شيء لا تراه

في الغابة، التقطت كاميرتها صورًا للمكان.
وحين عادت للمنزل وفحصت الصور…

ظهر فيها مخلوقٌ يقف خلفها.
عينيه متوهجتان… وجسده لا يشبه البشر.
لكن الصدمة الأكبر:

المخلوق…
كان ينظر إليها بمحبة لا بكراهية.


لقاء في الظلام

في الليلة التالية، ظهر الحلم مجددًا…
لكن هذه المرة لم يكن حلمًا.

استيقظت لتجده واقفًا أمامها.
كان طوله يفوق المترين، جلده مغطى بعروق سوداء تتوهج كالفحم الحار.
اقترب منها ببطء، وكأنه يخاف أن يؤذيها.
وقال بصوتٍ مهشم كأنه خرج من بئر:

"أريج… أنا لم أتركك أبداً."

صرخت:
– مَن أنت؟! ماذا تريد مني؟!

صمت لحظة، ثم قال:
"أنا جزء من ماضيك… وجزء من دمك."


لعنة النجاة

بدأت الذكريات تعود…
المنزل القديم… النار… صراخ والديها…
ثم ذراع سوداء ضخمة انتشلتها من وسط النيران.

ذلك المخلوق…
هو من أنقذها يوم الحريق.

قال لها:
"أنا كنت حارس عائلتك… وُجدت لحمايتك."
"لكن النار… غيّرتني."

تراجعت أريج:
– لماذا عدت الآن؟

لأن من أحرق عائلتك… عاد يريدك أنتِ.


الحب الذي لا يُصدَّق

كلما التقته أكثر، كلما لاحظت أنه يفهمها… يعرف خوفها، ألمها، ذكرياتها.
كان يعاملها بصدق لا تجده عند البشر.
ورغم شكله المرعب… شعرت بالأمان قربه.

وفي لحظة ضعف قالت له:
– هل كنت تحبني من قبل؟

اقترب حتى لامس ظلّه ظلّها:
"لم أتوقف يومًا… حتى عندما أصبحتُ وحشًا."

دمعة ساخنة سقطت من عينها…
ليس خوفًا… بل اعترافًا قلبها حاول إنكاره طويلًا.




الصياد

في اليوم التالي، تلقّت رسالة مجهولة:

“نحن نعرف ما يلاحقك… نريدك أن تسلّميه.
أو سننهي القصة… من جديد.”

بدأت عمليات الاختفاء تتزايد…
ضحايا من نفس الغابة…
والجثث تظهر بلا قلوب.

وحين سألته، قال:
"هم يريدون إصلاح خطأ الماضي… يريدون قتلك."

– ولماذا أنا؟!

لأن دمك… يحمل قوتي.




النهاية التي تختار القلب… أم العقل

هاجمهم الصياد وعصابته.
اشتعلت الغابة من جديد.
وكان على أريج أن تهرب… أو تبقى بجانبه.

صرخ بها:
"اهربي! هذه فرصتك لتعيشي كإنسانة!"

وقفت ترتجف بين نارين…
لكنها أمسكت يده وقالت:
– أنا لن أعيش حياة لا تكون فيها معي.

نظر إليها… وكأن قلبًا جديدًا ينبض داخل صدره.
ثم قال آخر كلماته:

"إذن… لنمُت معًا كبشرٍ أحبّوا… لا كوحشٍ يحرس."

وانفجر الضوء حولهما، كأن النيران ابتلعت كل شيء.


بعد أسبوع

وجد رجال الإطفاء فتاة مغمى عليها قرب أطراف الغابة.
كانت أريج.

نجت مجددًا…
لكنها لم تتذكر شيئًا.

وعلى ذراعها…
ظهر وشم جديد لم يكن موجودًا من قبل:
ظلّ مخلوقٍ يحتضن قلبًا.

وفي الليل…

حتى الآن…

تسمع نبضًا آخر بجانبها.
نبضًا… يعرف اسمها.

تعليقات

المشاركات الشائعة