مكتبة الرياح الهمسـانة

تعريف:✓
مغامرات يون”

قصة خيالية جديدة بالكامل تحكي رحلة الصبي “يون” الذي يعشق الكتب في مدينة خلت من المكتبات، حتى تهديه الرياح كتابًا سحريًا يقوده إلى مكتبة عجيبة تسكنها كتبٌ تطير وتهمس!
يخوض يون مجموعة من الاختبارات ليصبح “صديق الكتب” و”حارس الأحلام”، وتبدأ مهمته في نشر القصص والألوان والأمل بين الناس من جديد.

ماذا لو كانت الكلمات تملك روحًا؟
وماذا لو كان مستقبل العالم يُكتب بيد طفل مُلهم؟

تجمع القصة بين المغامرة والفانتازيا والرسالة التربوية، حيث تتناول:

أهمية القراءة في بناء المستقبل

قوة الخيال في تغيير الحياة

شجاعة الأطفال في الدفاع عن المعرفة

حق كل طفل في أن يحكي قصته

مكتبة الرياح الهمسانة ليست مجرد مكان…
إنها عالم كامل يتنفس الحكمة، ويحمل أسرارًا لم تُروَ بعد.


البداية:✓ هدية الرياح وأقلام المستقبل

في مدينة بعيدة تعشق المطر وتتنفس من ممرات خشبية قديمة، عاش صبي صغير اسمه يون. لم يكن يحب الألعاب الصاخبة ولا الشاشات المضيئة كغيره من الأطفال؛ كان يرى في الكتب حياة كاملة لا يعرفها أحد غيره. لكن الغريب أن مدينته لم يكن فيها مكتبة واحدة!

كلما سأل يون عن الكتب، أجابوه:
"نحن نعرف ما يكفي… ما حاجتنا للزيادة؟"

لكن قلب يون كان يؤمن بأن المعرفة بحر لا ينتهي.

وفي ليلة عاصفة، هبّت رياح قوية تتراقص أمام نافذته، وسمع نداءً خافتًا يشبه همسًا يعرف اسمه:

"هووووووش… يون…"

فتح النافذة فتلقّف بين يديه كتابًا طائرًا هبط من السماء مباشرة إلى حضنه. على غلافه نقش ذهبي:

"اتبع الرياح… وستجد ما تستحقه."

لم يتردد. ارتدى معطفه وخرج.
قادته الرياح نحو طرف المدينة حيث أرض لا يقترب منها أحد.
هناك ظهر فجأة باب ضخم من الغيوم انفتح ببطء حين اقترب منه يون.

خطا بداخله…
فتجلت أمامه عظمة لم يعرفها خياله بعد:




مكتبة تمتد رفوفها إلى السماء، وكتب تحلق كالعصافير!
إنها مكتبة الرياح الهمسانة.

اقترب منه كتاب عملاق وفتح صفحاته بنفسه وقال بصوت عميق:

"يا يون… هذه الكتب تبحث عمّن ينقذها.
هربت لأن الناس لم يعودوا يصغون لها."

رفع يون رأسه بثقة:
"أنا أصغي… وسأعيد القراءة للجميع في مدينتي."

ضحك صوت الكتب بدهشة لا بسخرية:
"إن أردت ذلك… فعليك أن تثبت أنك أهلٌ للكون معنا.
هناك ثلاث اختبارات بانتظارك."

نجح يون في اختبار الصمت بإعادة ذكريات كتاب ممزّق بكلمات من قلبه،
ثم في اختبار الخيال حين رسم فراشة من ضوء صارت حية.
وأخيرًا، وقف شجاعًا في وجه عاصفة الظلام وصاح:

"القراءة قوة!"

فهدأت العاصفة، وامتلأت المكتبة بالابتسامات الورقية.

قالت الكتب بصوت واحد:
"من الآن… أنت صديق الكتب."

ومنذ ذلك اليوم، تغيّرت المدينة:
افتُتحت ساحة ضخمة تحولت إلى مكتبة لكل الناس،
وصار يون زائرها الأول، وحارسها الصغير.

لكن المغامرة لم تنتهِ…
ذات ليلة وبينما كان يتجوّل بين الرفوف كعادته، سمع همسًا جديدًا:

"يون… اقترب…"

قادته الهمسات إلى باب صغير كتب عليه:

“قاعة المستقبل — ممنوع الدخول لغير الحالمين”

ضحك يون قائلًا:
"أنا أحلم أكثر مما أتكلم!"

فتح الباب، ووجد أقلامًا تطير مثل فراشات فضية.
اقترب قلم لامع وقال:

"نحن أقلام المستقبل… لا نكتب ما مضى، بل ما سيأتي."

أعطوه صفحة بيضاء تتوهج نورًا، وقالوا:

"اكتب أمنية… وستصبح بداية غدٍ جديد."

ارتجف يون قليلًا…
مستقبل العالم ينتظر كلمة منه!



وأخيرًا كتب:

"أتمنى أن يصبح كل طفل قادرًا على صنع قصته بنفسه."

توهجت الصفحة، وتحولت الكلمات إلى طيور من الحبر،
طارَت تبحث عن أطفال لم يُسمع صوتهم بعد.

لكن الجدار ارتجّ وظهرت كتابات سوداء:

خطأ… قد تخلق أمنيات كثيرة فوضى عظيمة!

وخرج ظل مظلم يتشكل من دخان كثيف:

"إن كنت تريد قصصًا جديدة… فأنت تُهدد القصص القديمة!"

ارتجف يون ولكن قال بثبات:

"العالم يتسع للجميع… ولا قصة تستحق أن تموت!"

صمت الظل لحظة… ثم تفكك وتلاشى كغبار الليل.
عادت الأنوار، ووقف رئيس الأقلام — قلم ذهبي — وقال:

"أنت لم تكتب حلمًا… بل حررت قلوبًا.
من هذه اللحظة… أنت حارس الأحلام."

ومنحوه قلمًا فضيًا يلمع كالنجوم، وقال:

"إن كتبت به نية خير… تحققت يومًا ما."

وقبل خروجه…
شاهد كتابًا موصدًا بختم أسود مكتوب عليه:

“رحلة إلى الجزيرة البيضاء”
سيفتح حين يحين الوقت…

شعر يون أن هذا الختم يخفي مغامرة خطيرة…
وربما… أعظم أسرار المكتبة على الإطلاق.

خرج يون من القاعة وهو يعرف شيئًا واحدًا:

ما ينتظره في المستقبل… أكبر بكثير مما تخيّله.

تعليقات

المشاركات الشائعة