الجزء الثاني: لعنة القلبين
تعريف✓
البداية✓
✦ وعود ما بعد العودة
منذ أن عاد إلياس إلى الحياة، تغيّر كل شيء…
الناس باتوا يحترمون السحرة بفضل ليارا،
لكن القصر… ما زال يخفي همسات الخوف.
كل ليلة…
كانت كوابيس مظلمة تلاحق إلياس. يرى فيها لهبًا أسود
ينتزع منه من يحب…
ويرى نفسه واقفًا فوق أطلال المملكة
وليارا بين يديه…
ميتة.
كان يستفيق مذعورًا
وصوت واحد يتردد في أذنيه:
“قلب الساحر… يجلب الخراب.”
ومع ذلك…
كانت ابتسامة ليارا كل صباح
تدعوه للاستمرار في الحياة.
لكنّ السعادة…
لا تطول كثيرًا في عالم خُلق للصراع.
✦ رماد على الجدار
في إحدى الليالي…
استيقظ الحارس مذعورًا وهرول لليارا:
“جلالتك! إلياس… فعل شيئًا!”
تبعته ليارا مسرعة
لتجد غرفة الجدار الشرقي محترقة بالكامل
والرماد يدوّن على الحجر بكتابة غامضة:
“ستحبين ظلك… وتكرهين النور.”
لم يكن إلياس واعيًا…
عيناه تتحولان إلى أسود حالك
والطاقة تتدفق من أصابعه بلا رحمة.
صرخت ليارا:
“إلياس! اسمعني! هذا ليس أنت!”
لكن صوته كان كأنه صوت آخر يسكن داخله:
“أنا البداية…
وأنت نهاية الحب.”
ثم فقد وعيه بين أحضانها.
الطبيب قال:
لا جرح… لا مرض…
لكن ما بداخله سحر قاتم يستيقظ.
✦ السر الذي لا يغتفر
في صباحٍ ملون بالحزن
دخلت ليارا مكتبة القصر القديمة
بحثًا عن أي أثرٍ لهذا السحر
لتجد مخطوطة ممزقة تخبّئ حقيقة مُرّة:
سلالة إلياس
هي سلالة “سحرة القلب الأسود”
الذين يقال أنهم
حين يحبون بصدق…
تتحول طاقتهم إلى قوة هدامة
تستهدف أقرب شخص إلى قلوبهم.
كلما زاد حبّه لك…
اقترب موتك.
وقلب الأميرة…
توقّف لحظة.
أهذا هو نصيبها؟
أن يموت إما خوفًا من حبها
أو يقتلها بسبب حبه لها؟
دمعة ساخنة انزلقت على خدها
بينما كانت تهمس لورقة باهتة:
“لو كان حبنا لعنة…
فلتكن أجمل لعنة على الأرض.”
✦ هروب من القلب
حين استفاق إلياس ورآها تبكي
فهم الحقيقة دون أن تقول…
“أنتِ الآن تعلمين كل شيء.”
أجابت: “وأنا هنا… معك.”
لكنه هز رأسه:
“أنا لا أحميكِ ببقائي…
بل بهروبي.”
حاولت منعه
أمسكت بيده بقوة،
لكن يديه كانت ترتجفان كمن يحمل طوفانًا داخله:
“إذا بقيتُ… ستكونين أول من يبتلعه ذلك الطوفان.”
ثم رحل…
قبل أن يذوب قلبه في عينيها.
✦ نحو ظلال البداية
تبعته ليارا… رغم كل التحذيرات
رغم كل الخوف
رغم أن خطواتها كانت تمشي نحو الموت.
حتى وصلت إلى حدود الغابة الملعونة
ووجدت تلك الهالة السوداء التي عرفتها جيدًا
كأن الليل نفسه انقلب لسواد أعمق.
نادته
وصوتها مشقوق من الألم:
“إلياس… حتى لو كان حبك يقتلني…
دع قلبي يموت بين يديك…
لا بين الظلال!”
هنا…
سقطت كل جدران إلياس
كل خوف… كل قيد…
وتحوّل السحر الذي بداخله
إلى عاصفة مظلمة تشتعل حولهما.
اقترب منها…
والنار السوداء تشتعل في عينيه:
“السر الأكبر يا ليارا…
أن قلبي اختاركِ…
قبل أن يُخلق العالم.”
لكن قبل أن تلمس يده وجهها…
انشقت الأرض
وصوت عميق دوّى:
“حان وقت النهاية… أيها الساحر.”
ليختفي إلياس
أمام صرخة ليارا.
━━━━━━━━━━━━━━━━━━
✦ نهاية الجزء الثاني
ويبقى السؤال:
من أخذ إلياس؟
وما هي تلك القوة السوداء التي تُحيط بقلبه؟
وهل يمكن للحب أن ينتصر على اللعنة… أم يتحول هو نفسه إلى السيف الذي يقتل كل شيء؟




تعليقات
إرسال تعليق