🌷 حين تُزهِر البساطة
🌷
✨ المقدمة
في زمنٍ تتسارع فيه الخطى، وتضيع فيه التفاصيل الجميلة وسط ضجيج الحياة، ننسى أحيانًا أن السعادة لا تحتاج إلى مظاهر ولا إلى ثمن باهظ.
إنها تكمن في لحظاتٍ صغيرة، في بسماتٍ عابرة، وفي قلبٍ يعرف كيف يمنح دون انتظار المقابل.
هذه قصة بسيطة تحمل في طياتها معنى كبيرًا عن البساطة والإنسانية.
🌸 قصة من زاوية شارع
في أحد شوارع المدينة، كانت صفاء، بائعة وردٍ بسيطة، تقف كل صباح أمام سلّتها الممتلئة بألوان الحياة.
لم تكن تملك من الدنيا سوى قوت يومها، لكنها كانت تملك كنزًا لا يُشترى: قلبًا يرى الجمال في كل شيء.
كانت تردد دائمًا لمن يمرّ بها:
"الورد ليس للزينة فقط، بل للقلوب التي تحتاج أن تفرح."
وذات صباحٍ عادي، وقفت أمامها فتاة أنيقة تحمل فنجان قهوتها وهاتفها.
نظرت إلى صفاء وسألتها بابتسامة باردة:
– كم ثمن هذه الوردة؟
أجابت صفاء بلطف:
– بخمسة دراهم فقط.
ابتسمت الفتاة ساخرة وقالت:
– بثمن فنجان قهوة؟!
فأجابت صفاء بهدوء عميق:
– نعم، ولكن القهوة تنتهي، أما الورد فيبقى أثره.
🌼 لحظة تصنع الفرق
لم تهتم الفتاة كثيرًا بالكلمات، لكنها اشترت الوردة على أي حال، ومضت في طريقها.
وبينما كانت تسير، لمحت طفلة صغيرة تبكي لأن بالونها طار في السماء.
ترددت لحظة، ثم مدّت يدها ومنحت الطفلة الوردة.
ارتسمت على وجه الطفلة ابتسامة عريضة، وقالت بصوت مفعم بالفرح:
"شكراً، هذه أجمل هدية في الدنيا!"
تجمدت الفتاة في مكانها، وداخلها شعورٌ جديد لم تعرفه من قبل.
لم تكن الوردة مجرّد زهرة، بل كانت جسرًا صغيرًا من الفرح بين قلبين لم يلتقيا من قبل.
🌹 حين تتفتح القلوب
منذ ذلك اليوم، صارت الفتاة تمرّ على صفاء كل صباح، تشتري وردةً وتمنحها لأحدٍ في طريقها:
لعامل النظافة، لعجوزٍ يجلس وحيدًا، لطفلٍ يبيع المناديل…
لم يتغيّر العالم كثيرًا، لكن شيئًا بداخلها تغيّر.
أصبحت أكثر لطفًا، وأكثر وعيًا بجمال التفاصيل الصغيرة التي كانت تمرّ دون أن تراها.
💫 الخلاصة
نحن لا نحتاج دائمًا إلى الكثير لنمنح السعادة.
أحيانًا تكفي وردة صغيرة، أو كلمة طيبة، أو ابتسامة صادقة لتعيد إلى الحياة معناها.
البساطة ليست فقرًا في الأشياء، بل غِنى في القلب.
ومن يعطي من قلبه، لن يعيش فقيرًا أبدًا.



تعليقات
إرسال تعليق